بعد اندلاع الثورة في شتاء 2012 واجه الناس في قامشلو، ديرك، كوباني، وعفرين وكافة المناطق الأخرى صعوبة في تأمين الخبز والطاقة الكهربائية والمحروقات.
ومن جانبها سعت الإدارة التي كانت تعرف بمجلس الشعب في روج آفا فيما بعد أطلق عليها اسم الإدارة الذاتية للمقاطعات، والآن أطلق عليها اسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلى إيجاد الحلول لهذه المشاكل التي يعاني منها الشعب وتمكنت من وضع الحلول المناسبة، حيث سعت في البداية إلى تأمين الخبز والماء والطاقة الكهربائية للشعب في شمال شرق سوريا، وبالرغم من أن دولة الاحتلال التركي كانت تهدد وتهاجم المنطقة باستمرار، إلا أنها فرضت الحصار، و بالرغم من الحصار الشديد الذي فرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته وقطع الطرق وصعوبة وصول المستلزمات الضرورية، ورغم الحصار وضغط الإدارة السورية ، فقد تم حل مشاكل الشعب.
مع مرور الوقت تمكنت الإدارة الذاتية من تنظيم نفسها كنظام وتمكنت من تطوير سياستها المالية، الاقتصادية، الإنمائية، الزراعية والحيوانية، وتمكنت من تلبية احتياجات الناس بمعدل 86بالمئة لكن لا أحد يدرك بأن الإدارة الذاتية تمكنت من تأمين الخدمات المعيشية للشعب بهذه النسبة ولم يتم ايضاح هذا الوضع بأي شكل من الأشكال لأهالي المنطقة.
تعرف الأن منطقة شمال وشرق سوريا كمنطقة غنية بالنفط بالإضافة إلى الزراعة، لكن غناها بالنفط يجعل إثبات أن الزراعة ليست مهمة أمر غير مهم
في المناطق السورية: طرطوس، اللاذقية، وجسر الشغور في شمال شرق سوريا تمارس مهنة الزراعة بشكل أساسي، كما تمارس مهنة الزراعة في مناطق حمص ودمشق وحماة لكن الاقتصاد لا يعول على الزراعة فيها، لأن المحصول لا يكفي تلك المناطق، أما المناطق الساحلية فهي غنية بزراعة الفاكهة والخضروات.
تتم زراعة معظم المواد الغذائية اللازمة لسوريا في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا، حيث أن إنتاج منطقة الجزيرة يلبي احتياجات القمح لكل سوريا هذا هو السبب في أن منطقة الجزيرة ليست حقلاً نفطياً فحسب ، بل تشتهر بالزراعة أيضاً.
يزرع القمح في شمال وشرق سوريا لتلبية حاجات الشعب من الخبز في المنطقة وتخزن في المستودعات لتجنب الغلاء في أيام الحرب.
تشتري شركة التنمية الإنتاجية الاجتماعية من الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا القمح الذي يتم تخزينه سنويا لانتاج الخبز.
تعتمد المنطقة بالدرجة الأولى على المحاصيل الزراعية، حيث يتم إنتاج مليون إلى مليون ونصف طن سنوياً من أجل القضاء على الغلاء في المقام الأول، وتلبية احتياجات الناس من الخبز، حيث تقوم شركة التنمية الإنتاجية الاجتماعية بشراء القمح حسب سعر القمح في الدول المجاورة، و لسد الحاجة فهي بحاجة إلى 600 ألف طن من الخبز.
في شمال وشرق سوريا الاستهلاك اليومي للقمح في شمال وشرق سوريا حوالي 1350 طن وهذا يعني أنها بحاجة إلى 50 ألف طن شهرياً
في سنوات الجفاف، يقل محصول القمح مقارنة بالأوقات العادية، وبما أنه لا يلبي حاجات الشعب فإنه يؤثر على سعر القمح، وهذا يؤدي إلى الخسارة.
انتاج القمح لم يكن أقل من مليون طن سنوياً، لكن بسبب الجفاف لم يجن سوى 182ألف في السنة الماضية، وهذا يعني أنه لم تتمكن إلا من تلبية ثلث حاجة السكان لكننا تمكنا من تأمين 600 ألف طن لتلبية حاجات السكان من القمح.
بفضل الأساليب الخاصة للإدارة الذاتية تمكنت من تلبية حاجة الشعب من القمح.
حيث صرح مدير شركة التنمية الإنتاجية الاجتماعية إن نقص القمح العام الماضي إلى هذا المستوى سبب له الصدمة ، لأنه كان من المتوقع حصاد ما لا يقل عن 600 ألف طن من القمح المروي فقط.
كان القمح كافيا لتلبية حاجات الشعب لكن التجار قاموا بتخزينه وانتظروا ارتفاع اسعار القمح، وعندما ارتفع سعره تم عرض القمح في الاسواق.
تشتري شركة التنمية الإنتاجية الاجتماعية من الإدارة الذاتية الديمقراطية طن القمح بمليون ومئة ألف ليرة سورية، و25 ألف سعر التحميل والتفريغ وهذا يعني أن سعرها يصل إلى مليون ومئة وخمسة وعشرين ألفاً.
يجنى من طن القمح حوالي 750 كيلو من الدقيق، أما 250 كيلو الباقي فيتحول إلى نخالة ومنتجات أخرى من الدقيق.
750 كيلو من الدقيق المستخرج من طن القمح يباع للأفران بسعر 45 ألف ليرة سورية، أما النخالة والمواد الأخرى مقابل 112ألف و500 ليرة سورية، في عملية البيع والشراء وهذه تسبب للإدارة خسارة حوالي 90 بالمئة
حاجات مناطق شمال شرق سوريا للقمح كالتالي:
في دير الزور ترسل الإدارة الذاتية 255 طن، حيث تتحدد خسارتها ب 240مليون ليرة سورية.
كما أن احتياج الرقة اليومي للخبز 230 طن من الدقيق، وهذا يعني أن خسارة الإدارة الذاتية تصل إلى 210 مليون ليرة سورية.
وفي الطبقة يتم إرسال 80 طن من الدقيق، حيث تخسر الإدارة الذاتية 70 مليون ليرة سورية.
أما في منبج يتم إرسال 200 طن ،وتخسر الإدارة 180 مليون ليرة سورية.
وفي كوباني يتم إرسال 130 طن من الدقيق، حيث تخسر الإدارة ما يقارب 115 مليون ليرة سورية.
أما منطقة الجزيرة فإن حاجتها اليومية للدقيق تصل إلى 455 طن، وهذا يعني أن الإدارة الذاتية تخسر 420 مليون ليرة سورية.
هذه حجم خسائر الإدارة الذاتية من القمح بالأرقام ، لكن الشعب ليس لديه أية فكرة عن حجم خسائر الإدارة.